وعيٌ يتنامى… وخطوات واعدة في مسار تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة

بوصفي أحد المشرفين على بعض الأنشطة المخلَّدة لليوم العالمي للأشخاص المعاقين، ومشاركًا في البعض الآخر، ومن موقع شخصٍ معاق يعيش هذه اللحظات بكل تفاصيلها، كان انطباعي الأول أن الأشخاص المعاقين أصبحوا — والحمد لله — في مستوى من الوعي لا بأس به، ويبدو أنه في تزايد مستمر وبوتيرة تبعث على الارتياح.

لقد لاحظت اهتمامًا رسميًا ومن لدن الشركاء بقضايا الإعاقة وإكراهاتها، كما لاحظت أن ذوي الأشخاص المعاقين لم يعودوا يعانون من تلك العقليات التي تجعلهم يخفون أبناءهم أو إذا كان لديهم معاقون. هذا التحول الإيجابي مؤشر مهم على أن الوعي العام يتطور في الاتجاه الصحيح.

ورأيت كذلك حركة متزايدة لمناصري الأشخاص المعاقين والجمعيات التي — رغم أن رؤساءها ليسوا دائمًا من ذوي الإعاقة — إلا أنهم نشطون ومخلصون في المناصرة. كما لاحظتُ نوعًا من التنظيم والتعاون بين الأشخاص المعاقين، حيث تلقت لجان التنظيم في بعض الأنشطة مستوى رائعًا من الدعم والمساندة من جميع الحاضرين، وكأن الجميع يشعر أن النشاط نشاطه وأن النجاح مسؤولية مشتركة.

ولم يفتني أن أرى مواهب وقدرات كامنة في صفوف هذه الشريحة، مواهب كانت مقمورة وغير ظاهرة، لكن هذه الأنشطة مكّنت من التعرف على بعضها، وهذا مكسب لا يقدّر بثمن.

أتمنى أن نبني على هذه العناصر الإيجابية في المستقبل القريب والمتوسط، وأن نواصل عملنا الجمعوي بروح التنظيم والانضواء تحت لواء جمعياتنا واتحاديتنا، فذلك هو الضامن الحقيقي لاحترامنا واعتبارنا لدى الحكومة والشركاء والرأي العام. كما ينبغي أن نحرص دائمًا على الظهور في صورة جميلة وأنيقة وراقية، فهذا يعزز احترام المجتمع لنا ويقوّي حضورنا.

وفي نهاية هذا المنشور، أحيي جميع الحاضرين لكل هذه الأنشطة، وأحيي الاتحادية التي نظمت وأطّرت هذه الفعاليات، وكل القائمين عليها ميدانيًا، كما أحيي لجان التنظيم الشبابية التي بذلت الغالي والنفيس لإنجاحها، وأحيي أيضًا السلطات والمنتخبين الذين تعاونوا معنا ووقفوا إلى جانبنا.

العبد الفقير إلى ربه
أحمد سالم أحمد

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى