بيرام يُخفي ضعفه وراء تصريحٍ مُناور

من يتابع الساحة السياسية الوطنية يدرك أن بيرام دخل مرحلة انحسار سياسي واضحة، بعدما قُصَّت أجنحته بفعل تتابع الضربات القاسية التي تلقاها خلال الفترة الأخيرة. وقد بدأت هذه الضربات بسلسلة انسحابات متتالية ومتنوعة من حركة “إيرا”، شملت قيادات وقواعد كانت تشكل العمود الفقري لخطابه الاحتجاجي، مرورًا بفقدان ورقة المهاجرين وما كانت تمثله من رافعة ضغط داخلي وخارجي، وانتهاءً بالهزات العنيفة التي طالت علاقاته بشركائه السياسيين، وهو ما يفسر سعي بعض نوابه اليوم إلى البحث عن أوراق لجوء سياسي في بعض الدول الأوروبية.

وفي هذا السياق، لا يمكن قراءة تصريح بيرام بشأن عدم الترشح للرئاسيات في حال عدم ترشح الرئيس محمد ولد الغزواني ـــ الذي يمنعه الدستور أصلًا من الترشح لمأمورية جديدة ـــ إلا بوصفه تصريحًا مناوريًا يهدف إلى الهروب إلى الأمام، ومحاولة الانصراف عن معركة لم تحن بعد، لكنه يدرك سلفًا أن خوضها سيكشف حجم التراجع الذي أصاب شعبيته وانحسار تأثيره السياسي.

إن هذا الخطاب لا يعكس قوة موقف بقدر ما يعكس محاولة مكشوفة لإدارة الخسارة مسبقًا، وتمهيد الأرضية لتسويق ما تبقّى من وهم الزعامة لدى دائرة من الأتباع، لم تعد الوقائع السياسية تقنعهم كما في السابق. فالمشهد اليوم يشير بوضوح إلى أن بيرام لم يعد لاعبًا وازنًا كما كان يُروَّج، وأن زمن الاعتماد على الشعارات وحدها بات خلفه.

بقلم:

الصحفي محمد فال حرمه

زر الذهاب إلى الأعلى