
ندوة في نواكشوط تناقش دور الوحدة الوطنية في تحقيق التنمية الشاملة
احتضنت قاعة الوسائط المتعددة بجهة نواكشوط، مساء الثلاثاء، ندوةً علمية نظّمتها جمعية المستشارين الجهويين الموريتانيين تحت شعار: «الوحدة الوطنية مسؤولية الجميع وأساس التنمية الشاملة».
وشارك في الندوة عدد من المسؤولين الحكوميين والمستشارين الجهويين، إلى جانب ممثلين عن السلطات الإدارية والأمنية، وفاعلين من المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطنية.
وتمحورت النقاشات حول أهمية ترسيخ قيم التماسك الاجتماعي، وتعزيز مبادئ العدالة والمساواة بين المواطنين، باعتبار الوحدة الوطنية الركيزة الأساسية لكل مشروع تنموي مستدام.
وفي كلمته الافتتاحية، أوضح رئيس الجمعية محمدو السالك بلاتي أن تنظيم هذا اللقاء يأتي في إطار جهود الجمعية الرامية إلى تمكين المستشارين الجهويين من أداء أدوارهم في دعم التنمية المحلية، وترسيخ قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية.
كما أكد المتدخلون على ضرورة تعزيز الشراكة بين السلطات المحلية والمؤسسات الوطنية بما يضمن تحقيق تنمية متوازنة تراعي العدالة وتكافؤ الفرص بين مختلف فئات المجتمع، مشيرين إلى أن الوحدة الوطنية تمثل الأساس الصلب لأي نهضة اقتصادية واجتماعية.
وتندرج هذه الندوة ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنفذها الجمعية للمساهمة في الحوار الوطني حول القضايا الكبرى، وتعزيز ثقافة العمل الجهوي المشترك كرافعة للتنمية الشاملة في موريتانيا.
وخلصت الندوة إلى جملة من التوصيات، من أبرزها:
- التأكيد على أن الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية لبناء الدولة، وتعزيز السلم الأهلي، وترسيخ العدالة الاجتماعية.
- دعوة جميع الفاعلين السياسيين والمجتمعيين إلى تبنّي خطابٍ جامعٍ ومسؤولٍ يكرّس قيم المواطنة، وينبذ كل أشكال التفرقة والعنصرية والجهوية.
- التأكيد على أهمية دور المؤسسات الجهوية والبلدية في نشر ثقافة التعايش والتضامن، وترسيخ روح الانتماء الوطني.
- ضرورة إدراج قيم الوحدة الوطنية في المناهج التربوية والبرامج الإعلامية لبناء أجيالٍ مؤمنةٍ بالتنوع، واعيةٍ بمسؤولياتها تجاه الوطن.
- تشجيع المبادرات الشبابية والمدنية الهادفة إلى تعزيز اللحمة الوطنية ودعم جهود التنمية المحلية المستدامة.
- المطالبة بتحقيق العدالة في توزيع المشاريع التنموية بين مختلف الجهات، ضمانًا للإنصاف والمساواة.
- تفعيل الشراكات الوطنية والدولية الداعمة للوحدة الوطنية والتنمية الشاملة.
- دعوة السلطات العمومية إلى دعم الجمعيات والهيئات العاملة في مجالات السلم الأهلي وتعزيز التماسك الاجتماعي.
- اعتبار المصالحة الوطنية خيارًا استراتيجيًا لتعزيز الاستقرار والوحدة.
- اعتماد التمييز الإيجابي في التعليم لصالح الفئات الهشة والمغبونة.
- تعزيز الثقة بين مكونات الشعب الموريتاني على أساس الاحترام المتبادل والمصير المشترك.
- العمل بنظام الكفالات المدرسية لتعزيز اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب من جهة، ومساندة الطبقات الهشة من جهة أخرى.
- الحرص على تمثيل جميع الشرائح الوطنية في مؤسسات الدولة، بما يرسّخ مبدأ العدالة والمساواة.
وفي الختام، تتوج جمعية المستشارين الجهويين الموريتانيين أعمال هذه الندوة بتوجيه خالص الشكر والعرفان إلى السلطات العمومية، وشركائها في التنمية، وهيئات المجتمع المدني، وجميع المتدخلين والحضور الكريم على تفاعلهم ومساهماتهم القيّمة.
كما تتوجّه الجمعية بشكرٍ خاصٍ وعظيم التقدير إلى السيدة فاطمة منت عبد المالك، رئيسة جهة نواكشوط، على دعمها السخي ومواكبتها الدائمة للمبادرات الهادفة إلى ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز التنمية الجهوية. لقد شكلت رعايتها لهذه الندوة دليلًا واضحًا على حرصها الصادق على دعم العمل الجهوي المشترك وخدمة المصلحة العامة.
كما تُخصّ الجمعية بالذكر النقابة الوطنية للفاعلين في التعليم الخاص التي شاركت بخيرة أبنائها، مثمّنةً دورهم الحيوي كمربّي أجيال وصنّاع مستقبل، وداعيةً إياهم إلى غرس قيم المواطنة والتعايش السلمي والانتماء الوطني في نفوس أبنائنا، لأن المدرسة – وخاصة التعليم الخاص – تظل أحد أهم روافد اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية.
راجين من الله العلي القدير أن يحفظ وطننا الغالي موحدًا في صفوفه، متماسكًا في نسيجه، متقدمًا في تنميته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.