
سرقة الأعضاء في سجون الاحتلال/تماد إسلم أيديه
أسرى غزة.. الموت مرتين
قصة جديدة تكشفها قناة الجزيرة من خلال “للقصة بقية” حول سرقة الأعضاء والانتهاكات الإسرائيلية؛
تكشف حلقة برنامج للقصة بقية التي بثتها قناة الجزيرة مساء اليوم الاثنين 3 نوفمبر 2025، جانباً مظلماً ومروعاً من معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما أسرى قطاع غزة، الذين يعيشون ما يمكن وصفه بـ “الموت مرتين”: مرة خلف القضبان تحت التعذيب والإهمال والقمع، ومرة أخرى بعد استشهادهم، حين تتحول أجسادهم إلى مصدر للاتجار والنهب عبر سرقة الأعضاء.
انتهاكات ممنهجة خارج إطار القانون
تُظهر شهادات أسرى محررين، وأهالي شهداء تعرضوا للاعتقال، إضافة إلى تقارير حقوقية دولية، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس انتهاكات واسعة بحق الأسرى منذ لحظة الاعتقال الأولى.
تبدأ الانتهاكات بالضرب المبرح والتعذيب الجسدي والنفسي، ثم الحبس الانفرادي لساعات وأيام طويلة، قبل أن تتطور حالات كثيرة إلى تدهور صحي خطير يؤدي للوفاة أو الإعاقة الدائمة.
كما تشير مؤسسات حقوقية فلسطينية إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد منع العلاج أو تأخيره، مما تسبب في استشهاد العشرات خلال العامين الأخيرين. وفي كثير من الحالات، يعاد جثمان الشهيد إلى عائلته بعد مدة طويلة وقد خضع لتشريح قسري دون إذن أهله.
سرقة الأعضاء.. جريمة مستمرة منذ عقود
أعادت الحلقة فتح ملف خطير طالما أثار الجدل: سرقة أعضاء الأسرى والشهداء الفلسطينيين.
ورغم النفي الإسرائيلي المتواصل، فإن شهادات أطباء وعاملين سابقين في مراكز الطب الشرعي الإسرائيلية، وتقارير حقوقية نشرت خلال السنوات الماضية، تؤكد وقوع عمليات نزع أعضاء مثل:
- القرنيات
 - القلوب
 - الكلى
 - الجلد
 - العظام
 
وتشير المعطيات التي عرضها البرنامج إلى أن هذه الممارسات لا تتم بشكل فردي أو عشوائي، بل تتم ضمن منظومة طبية وعسكرية تشرف عليها جهات رسمية إسرائيلية.
الأسرى من غزة.. استهداف مضاعف
منذ اشتداد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ارتفعت وتيرة الاعتقالات بصورة كبيرة، حيث تم احتجاز آلاف الفلسطينيين من مختلف الأعمار، بينهم جرحى وموظفون وطلبة وعمال.
وقد نُقل العديد منهم إلى مراكز اعتقال سرية مغلقة أمام المحامين والمنظمات الحقوقية، وهو ما يعزز المخاوف من تعرضهم لانتهاكات خطيرة، في ظل غياب الرقابة الدولية وضعف أداء المؤسسات الأممية.
شهادات موجعة وأرقام مقلقة
- أكثر من 7,000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم نحو 2,000 أسير من غزة منذ الحرب الأخيرة.
 - توثيق استشهاد عشرات الأسرى تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي خلال العام الماضي.
 - الإبلاغ عن اختفاء عدد من المعتقلين لفترات طويلة دون معلومات حول أماكن وجودهم.
 - جثامين شهداء أفرج عنها الاحتلال مؤخراً أظهرت آثار تعذيب متعمد و نقص أعضاء في عدد من الحالات.
 
المجتمع الدولي.. صمت ثقيل
ورغم الشهادات والتقارير، لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً أو متجاهلاً لاتخاذ موقف جاد يوقف هذه الجرائم.
أما المؤسسات الحقوقية العالمية، فرغم محاولاتها المتكررة للتوثيق والتحذير، فإنها تصطدم بجدار الصمت والمصالح السياسية.
ختاماً
إن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون ليس مجرد انتهاك قانوني عابر، بل جريمة ضد الإنسانية تمس القيم الأخلاقية والضمير العالمي.
لقد أعاد برنامج للقصة بقية فتح ملف لا ينبغي أن يُطوى، لأن الأسرى ليسوا أرقاماً، بل أجساد تنبض بالألم وأرواح تنزف خلف الأسوار، وجثامين تُهان حتى بعد الرحيل.
إن نقل هذا الملف إلى الرأي العام الدولي خطوة أساسية نحو محاسبة الاحتلال، وحماية الأسرى، ووقف الجرائم التي تتواصل في الظلام.