
الرئيس التونسي: يحذر من استغلال بعض الأطراف لإحتجاجات منطقة قابس.
دخل الرئيس التونسي، قيس سعيد، على خط الاحتجاجات البيئية الصاخبة في منطقة قابس، جنوبي تونس، وحذر من استغلال أطراف لمطالب سكان قابس، ولمّح إلى ما يعرف بمجموعة “جيل زاد”، التي أعلنت عن نفسها قبل أيام.
وقال سعيد، خلال لقائه رئيسة الحكومة، سارة الزعفراني، اليوم الأربعاء، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، إنّه يتابع تطورات الوضع في منطقة قابس وفي العديد من المدن الأخرى، مشيرا إلى أنّ أهالي قابس تظاهروا بكل حرية، وثمّن بتحلي سكان المنطقة بالسلمية في غضون المطالبة بحقهم الطبيعي، حيث “يتصدون لمن يريدون توظيف آلامهم لحساباتهم المعروفة والمكشوفة”.
وأكد رئيس الجمهورية التونسية في هذا السياق، أن “عملية الفرز تتم بسرعة، وستكشف نتائجها قريبا، وسيتحمل كل مسؤول مسؤوليته كاملة طبق القانون”، مشيرا إلى عدم وقوع ما يعكر العلاقة بين الشعب التونسي في قابس مع قوات الأمن، كما وصفها “محاولات تأجيج الأوضاع، وهو الذي يلقّن الكثيرين من هؤلاء الخونة والعملاء الدرس تلو الدرس، ويوجه إليهم كل يوم الصفعة تلو الصفعة”.
وكان سكان قابس قد خرجوا، أمس، في مظاهرة غير مسبوقة شارك فيها أكثر من 100 ألف من سكان قابس، للمطالبة بحل المعضلة البيئية وتفكيك الوحدات الصناعية لمركب صناعي.
ويضم المركب الكيمياوي الذي بدأ تشغيله عام 1972، ثلاثة مصانع لغسل الفوسفات وإنتاج حمض الفوسفوريك وفوسفات ثنائي الأمونيوم ونترات الأمونيوم والأسمدة اللازمة للقطاع الزراعي، لكن وجوده بالقرب من الساحل والبحر أدى إلى خلق مشكلات بيئية، ومع ضعف الصيانة والمشكلات المالية، بدأت انبعاثاته تؤثر على صحة سكان المدينة التي تشهد ارتفاعا في نسبة الإصابات بالسرطان وأمراض التنفس.
وحمّل سعيد الحكومات السابقة إهدار فرص لإصلاح المركب الكيميائي في قابس، وقال: “ما تم شراؤه في سنة 2017 من معدات بآلاف المليارات، وهي ملقاة اليوم داخل المجمع الكيميائي بقابس، وأولئك المرتزقة الذين كانوا يبيعون الأوهام، بل كانوا يريدون التفريط في المجمع الكيميائي قد لفظهم التاريخ، ولن يعودوا كما يتوهمون بهذا الشكل المفضوح البائس”، مشيرا إلى أنهم “كانوا يريدون التفريط في تونس، ولكن تونس ليست للبيع أو للإيجار، فتونس للتونسيين ولا مجال للمتاجرة بآلامهم”.
كما تحدث سعيد عن الذين كانوا في وقت من الأوقات في باردو (مجلس النواب) يتآمرون على الشعب التونسي، ووزعوا الأدوار بينهم، وكل واحد منهم يلعب الدور الذي تم تكليفه به من الخارج، مؤكدا أن “هؤلاء المفسدين أينما حلوا أسرع إلى المكان الذي حلوا به الخراب”، وتعهد بالاستمرار في “تفكيك شبكات الفاسدين والمفسدين”.