
موريتانيا بين روعة المصطلحات ومأساوية الواقع
من العهد إلى الإنصاف، مرورا بمنصف والتآزر والشيلة والبركة والتكافل، وتمكين الشباب، وإصلاح النظام التعليمي، والخدمة المدنية، وطموحي للوطن، وتعهداتي، والضمان الاجتماعي وتعميم الضمان الصحي، و304 مشاريع في السنة، وحزمة الإصلاحات الجوهرية، والميزانيات الترليونية، والاكتشافات الغازية والبترولية والاحتياطات المعدنية، واليورانيوم، وصفقات الحوت والاتفاقيات الاستراتيجية مع الصين واليابان والقمر والمريخ، وصناعة الطائرات المسيرة، …
مسيرة خطابية لم تترك مصطلحا إيجابيا ولا خبرا سارا، ولا كلمة عتيقة في الحسانية او اصيلة في اللغة العربية ذات شحنة نفع عام او خاص او توحي بالفزعة للمواطن كالشيلة او بالزيادة في الخير والرزق كالبركة او توحي بالصدق والإيمان كالعهد، او تدل على بعد النظر وطيب الأثر كطموحي للوطن، لم يبق شيء يخلق الأمل ويبعث في نفس المواطن الطمأنينة لفظيا إلا تم استهلاكه في سبع عجاف أكلن ما قدم وما كنز، وما كان وما لم يكن،…
وظل المواطن من عناء لعناء، بؤس من فوقه بؤس يزيد بغلاء الأسعار وانعدام فرص العيش ما دون الكريم، في ظل هيمنة طبقة من الغوغاء والهابطين من الفانشستات وصناع الخلاعة ودعاة الفجور، وربات الخنا والسفور، علاوة على انتشار التعاطي بين الشباب واستفحال تجارة السموم، وتغول الاستثراء بغير حق ودون سابق سبب او قليل جهد، فيما تتضاعف أعداد الجرائم الالكترونية وجرائم القتل والسطو والسرقة، في “موريتانيا الشعب” وآخرون حلمهم رغيف خبز او قطعة من ساق دجاجة قتل قبل أعوام في دولة اجنبية، في حال كهذا يخرج طفل دون الثالثة عشرة يركب سيارة بنحو مائتي مليون اوقية وهو الذي كان ابوه قبل اعوام قليلة يتسول بين البيوتات ويجمع الصدقات، فلا ميراث لديه ولا مؤهلات ولا عمل أنجزه فرزق منه ولا معاملات، فمن أين له تلك السيارة وذلك القصر المشيد من اموال المظلومين؟
ولكن ولله الحمد في البلد رجال لا تلهيهم عن اللهو لاهية ولا يشغلهم عن النهب شاغل يدهم طولى والعيون منهم حولى ترمق كل ما يمكن التقاطه… فهم في رعاية وحماية وفي رغد وهناء بيوتهم محصنة وسياراتهم مصفحة وفسادهم منة منهم على الشعب، فالقول فيهم ممنوع والوصول إليهم خيال والتشبه بهم مغامرة..
فمن أين جاء الخلل؟ وما هو الحل؟ وكيف يتم تجسيد خطاب الرئيس؟ وتحقيق طموحه للوطن؟
#يتبع إن شاء الله
محمد يحيى سيد أحمد البكاي