
تقرير مفصل عن الندوة العلمية حول الاستعداد للامتحانات الوطنية”التحديات والحلول”
احتضنت قاعة المحاضرات التابعة لبلدية لكصر في نواكشوط الغربية، مساء الجمعة 27 يونيو 2025، ندوة علمية نوعية نظمتها الاتحادية الوطنية لرابطات أولياء التلاميذ والطلاب، بالتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث التربوية، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الشهري “نقاشات حول التعليم في موريتانيا”، تحت عنوان:
“الاستعداد للامتحانات الوطنية: التحديات والحلول”
حضور نوعي واهتمام واسع
عرفت الندوة حضورًا مميزًا، ضم نخبة من الخبراء التربويين، وممثلي وزارة التربية، ومؤسسات المجتمع المدني، وأولياء الأمور، وعددًا من الباحثين والفاعلين في الحقل التعليمي. وشكل هذا اللقاء التربوي منصة حوارية مفتوحة لمناقشة واقع التحضير للامتحانات الوطنية الكبرى، وسبل النهوض بجودتها ومصداقيتها.
الافتتاح الرسمي وكلمات الشركاء
افتُتحت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة ترحيبية من عمدة بلدية لكصر الدكتور محمد السالك ولد عمر، عبّر فيها عن دعم البلدية لكل مبادرة تخدم التعليم وتفتح النقاش الجاد حول قضاياه.
كما ألقى كل من الدكتور المختار ولد حنده، رئيس مركز الدراسات والأبحاث التربوية، والأستاذ أحمد ولد دومان، نائب رئيس الاتحادية الوطنية لرابطات أولياء التلاميذ والطلاب، كلمتين استعرضتا دوافع تنظيم هذه الندوة، وأهدافها الرامية إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الامتحانات الوطنية، وبحث سبل معالجتها بشكل تشاركي وفعّال.
أما الافتتاح الرسمي فقد أشرف عليه السيد اليدالي ولد مكت، مدير الامتحانات والمسابقات بوزارة التربية وإصلاح التعليم، الذي أكد في مداخلته التزام الوزارة بتطوير الامتحانات الوطنية، وتحسين آليات تنظيمها بما يضمن الشفافية والمصداقية والعدالة.
عروض علمية ومداخلات متخصصة
تضمن البرنامج أربع عروض رئيسية توزعت كما يلي:
- العرض الأول قدمه السيد اليدالي ولد مكت، وتناول التحضيرات اللوجستية والتقنية التي تقوم بها الوزارة لتنظيم الامتحانات الوطنية، مستعرضًا الخطط والإجراءات التي تم اعتمادها لضمان تنظيم امتحانات شفافة ومنظمة.
- العرض الثاني قدمه الدكتور محمد الحافظ محمد الفتح، الخبير التربوي، وتناول موضوع الإعداد النفسي والتربوي للتلاميذ والطلاب، مؤكدًا على أهمية التهيئة النفسية والذهنية للمتعلمين لعبور هذه المرحلة المفصلية بثقة واستعداد.
- العرض الثالث ألقاه الدكتور محمد ولد ازناكي، أمين التمدرس وما قبل التمدرس في الاتحادية الوطنية، وركز على دور الأسرة والمدرسة في دعم التحصيل الدراسي والنجاح خلال فترة الامتحانات، مشددًا على ضرورة التكامل بين الطرفين.
- العرض الرابع قدمه الأستاذ محمد عبد الرحمن سيداتي أجيه، الأمين العام للنقابة الوطنية للمعلمين، ورئيس الائتلاف التربوي الموريتاني، وعضو مجلس إدارة الحملة العربية للتعليم للجميع، وقد تناول موضوع نزاهة وشفافية الامتحانات الوطنية، مقدّمًا تشخيصًا دقيقًا لمواطن الخلل في النظام القائم، ومؤكدًا على أهمية ترسيخ ثقافة الشفافية والصرامة في كل مراحل التقييم.
نقاشات وتوصيات
شهدت الجلسة نقاشًا مفتوحًا مع الحضور، تميز بتدخلات غنية من ممثلي مؤسسات تعليمية، وأولياء أمور، وطلبة، وناشطين تربويين. وقد تمحورت التوصيات حول النقاط التالية:
- تعزيز استقلالية الامتحانات وفصلها عن الضغوط المحلية.
- وضع برامج دعم نفسي وتربوي للطلاب قبل وأثناء الامتحانات.
- تحسين البنية التحتية للمدارس ومراكز الامتحان وتجهيزها بشكل مناسب.
- إشراك الأسرة بشكل فعّال في مواكبة ومتابعة استعدادات الطلاب للامتحانات.
توقيع مذكرات تفاهم لدعم التعليم والإعلام التربوي
في ختام الفعالية، تم توقيع مذكرات تفاهم بين مركز الدراسات والأبحاث التربوية وعدد من الجهات الشريكة، من ضمنها اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ومؤسستين إعلاميتين وطنيتين: مؤسسة الثوابت الموريتانية ومؤسسة المعاينة للإعلام والتوزيع والنشر.
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى توسيع دائرة التعاون في مجال ترقية الثقافة التربوية، وتعزيز الإعلام الموجّه لخدمة قضايا التعليم الوطني، ونشر الوعي المجتمعي حول أهمية تطوير منظومة الامتحانات الوطنية.
خلاصة
جاءت هذه الندوة في توقيت حاسم يتزامن مع العد التنازلي للامتحانات الوطنية، وقد وفّرت منصة حوارية جامعة لمختلف الفاعلين في القطاع التربوي: من مسؤولي وزارة التربية، وخبراء، ونقابيين، وأولياء أمور، ومؤسسات مدنية. وقد تميز النقاش بطابعه العلمي والواقعي، مما أسهم في تشخيص التحديات القائمة بوضوح، وطرح رؤى وتوصيات بناءة قابلة للتنفيذ.
وقد اتسمت العروض والمداخلات بالتكامل، حيث عالجت الجوانب الأساسية المرتبطة بعملية الإعداد للامتحانات، بدءًا من التخطيط الإداري واللوجستي، مرورًا بالتهيئة النفسية والتربوية للتلاميذ، وانتهاءً بمتطلبات النزاهة والشفافية. كما كشفت النقاشات عن مدى حاجة المنظومة التعليمية إلى شراكة أوسع بين المدرسة والأسرة، وإلى تعزيز الثقة في آليات التقويم، وتوفير الدعم المستمر للطلاب في مختلف مراحلهم الدراسية.
وفي هذا السياق، برزت الندوة بوصفها مساحة لتلاقي الرؤى والتجارب المختلفة، حيث جمعت بين صناع القرار والممارسين الميدانيين، وسلطت الضوء على أهمية تفعيل التشاور المنتظم كأداة لتطوير السياسات التربوية والرفع من كفاءة الأداء المدرسي.
ويؤكد مركز الدراسات والأبحاث التربوية، بالشراكة مع الاتحادية الوطنية لرابطات أولياء التلاميذ والطلاب، أن هذه النقاشات ستتواصل شهريًّا، ولن تتوقف عند حدود التوصيات، بل ستُترجم إلى مبادرات ميدانية عملية، ولقاءات لاحقة لمتابعة التنفيذ والتقييم، بما يخدم التعليم في موريتانيا، ويرتقي بأداء المتعلمين في هذه المراحل الحاسمة.
اعداد/تماد إسلم أيديه