
دور الأئمة والمجتمع في مكافحة الفساد
نظّمت منظمة الشفافية الشاملة، اليوم السبت، ندوةً حول دور الأئمة والمجتمع في مكافحة الفساد، وذلك بمشاركة عدد من الأئمة والدعاة، بهدف تسليط الضوء على أهمية النزاهة وضرورة التصدي لظاهرة الفساد المتفشية.
وفي كلمته خلال الندوة، أكد رئيس المنظمة، السيناتور محمد ولد غدة، أن المجتمع يشهد تحولًا جوهريًا يستوجب نقاشًا معمقًا حول دور النخب، وعلى رأسها الأئمة، في توجيه المجتمع نحو القيم السليمة ومحاربة الفساد.
وأشار إلى أن هذا التحول يتمثل في تغير معايير التقدير داخل المجتمع؛ فبعد أن كان الاحترام يُبنى على العلم، والشجاعة، والالتزام بالقيم الأخلاقية، أصبح يُقاس اليوم بمدى امتلاك الأموال، بغض النظر عن مصادرها، وهو ما أوجد بيئة حاضنة للفساد، تغذي استمراره وانتشاره في مختلف القطاعات.
وأوضح ولد غدة أن الهدف الأساسي من هذه الندوة هو رفع الوعي المجتمعي بخطورة الفساد، وضرورة نبذ المفسدين، بدلًا من احتضانهم أو التعايش مع فسادهم، مشددًا على أن مكافحة هذه الظاهرة تستلزم تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف بين مختلف الجهات الفاعلة في المجتمع.
وقد شهدت الندوة مداخلات قيّمة من قبل عدد من الأئمة والدعاة، تناولوا فيها دور المنابر في التوعية بمخاطر الفساد، وأهمية التربية الدينية في غرس قيم النزاهة والعدل. كما ناقش المشاركون دور الهيئات الرقابية في كشف الفساد، وأهمية دعمها شرعًا وقانونًا، باعتبارها جزءًا أساسيًا من منظومة الإصلاح والمحاسبة.
وخلصت الندوة إلى ضرورة تعزيز الوعي بأهمية مكافحة الفساد من منطلق ديني وأخلاقي وقانوني، والعمل على تحصين المجتمع ضد ثقافة التبرير والتغاضي عن الممارسات الفاسدة، مؤكدين أن الطريق إلى الإصلاح يبدأ من الالتزام بالمبادئ والقيم، وترسيخ ثقافة المحاسبة والمساءلة العادلة.