بين حق محاربة الفساد وخطر التشهير بالمؤسسة العسكرية/محمد فال حرمه

التشهير بالقائد العام للجيوش الفريق محمد فال الرايس تجاوز مجرد الحديث عن صفقة فساد مزعومة، إلى الإمعان في التجريح والخوض في عرض الرجل دون مسوغ مفهوم، أو مبرر مقنع، وهو ما صار يؤكد عدم صدقية ومهنية كل الروايات المتعلقة بالصفقة أو ” الموجب”، ويعطي الانطباع بأنها مواقف شخصية أو مآخذ ذاتية، أختلقت لها أسباب ليجعل منها أصحابها زورقا يعبورن به إلى ضفاف الإساءة والتقول.
وأضاعوا عبر سباحتهم في شرف القائد كل أسس العمل الإعلامي ومبادئه المهنية القائمة على تقديم المعلومة مجردة دون انحياز يحابي أو تحامل ينقلب إلى إصدار أحكام إدانة من جهة غير مختصة.
بل الأكثر خطرا وإساءة من كل ذلك أن تلك الجهات زادت إمعانا في تخطي كل الحواجز، إلى أن صارت تطعن في كرامة جيش بأكمله وتبعث الرسائل بعدم أهليته وكفاءته، وتصوره على أساس أنه مخترق وبلا أسرار! وهذه تهم تفوق في خطورتها مجرد الإساءة لشخص بعينه لتصل درجة الغدر بالأمة.
نعم؛ لكل مواطن صحفيا كان أو مدونا الحق في كشف الفساد وتتبع المفسدين ورصد كل معلومة من شأنها أن تساعد في حماية ثروات وأملاك الشعب الموريتاني وتصون مصالحه.
لكن يجب أن يظل كل ذلك محكوما بضوابط مهنية وأخلاقية تحول دون تنكب النهج الصحيح، وتكون الغاية عملا وطنيا يصون للأشخاص كرامتهم ويحفظ لهم مكانتهم ويحرص على حمايتهم من الإساءة والتجريح والتقول بنفس درجة حرصه على أظهار مكامن الفساد ومواطن الخلل.
محمد فال حرمه

زر الذهاب إلى الأعلى