
السيدة الأولى: تشرف على انطلاق الفعاليات المخلدة لليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة.
أشرفت السيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، اليوم الخميس بقصر المؤتمرات الدولي “المختار ولد داداه”، على انطلاق الفعاليات المخلدة لليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، تحت شعار: “الإدماج حق.. والتمكين مسؤولية”.
ويأتي تنظيم هذه الفعاليات للتأكيد على ضرورة تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف مناحي الحياة، وضمان حقوقهم في التعليم والعمل والخدمات الأساسية.
ويُجسّد إشراف السيدة الأولى على هذه النسخة العناية الكبيرة التي توليها لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة، وحرصها الدائم على دعم البرامج الهادفة إلى تمكينهم، وترسيخ حقوقهم، وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة.
وفي كلمتها بالمناسبة، أعربت السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه، عن سعادتها بمشاركة هذه الفئة في فعاليات اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يشهد توقيع عدد من الشراكات بين قطاعات حكومية متعددة، تعزيزا للعمل الاجتماعي الموجّه إلى هذه الفئة، وترسيخا لمبدأ أن تمكين ذوي الهمم مسؤولية المجتمع بأكمله.
وأضافت أن الإجراءات التي يتم اتخاذها اليوم تأتي تعزيزا للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في سبيل التمكين لهذه الفئة على مختلف المستويات، مؤكدة أن المجتمع لا يمكن أن ينهض إلا باحتضان جميع أبنائه، بحيث تتاح لهم نفس الفرص ويُمكّنون من تأدية أدوارهم على أحسن وجه.
وجددت السيدة الأولى دعمها لكل الجهود الحكومية والمجتمعية الرامية إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، معتبرة أن هذا الدعم ليس واجبا ظرفيا، بل التزاما وطنيا وإنسانيا تؤديه بكل قناعة ومسؤولية.
ودعت إلى مضاعفة الجهود، وتوسيع وتنويع الشراكات الموجّهة لمناصرة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يضمن تعزيز دورهم داخل المجتمع.
وهنأت أصحاب الهمم العالية وأسرهم الكريمة، مبرزة أن هذا اليوم الدولي يشكّل محطة مهمة للاحتفاء بما يبرهنونه من إرادة صلبة تتجاوز العقبات، ومن عزيمة قادرة على صناعة التغيير.
وقالت إنها تابعت عن قرب قصص أصحاب الهمم، وعايشت جهودهم وصبرهم في مواجهة تحديات الحياة اليومية، مشيرة إلى أن تلك التحديات مع ما يرافقها من معاناة كبيرة يقابلها أمل أكبر وإصرار لا يلين، وهو ما يضاعف التزامها بالوقوف إلى جانبهم والعمل معهم ومن أجلهم.
وفي ختام كلمتها، شكرت السيدة الأولى الحكومة وكافة الفاعلين من المجتمع المدني وشركاء التنمية على إسهاماتهم النوعية، مثمّنة ما أبداه القطاع الخاص من سرعة استجابة للمساهمة في صندوق دعم التكوين والتشغيل دعماً لفئة ذوي الهمم.
ومن جانبها قالت معالي وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة السيدة صفية بنت انتهاه، إن بلادنا حققت خلال السنوات الأخيرة مكاسب هامة في مسار الإدماج الاجتماعي، شملت اعتماد الاستراتيجية الوطنية للإعاقة، وإدماج بُعد الإعاقة في التعداد العام 2024، ورفع مستوى الإنفاق العمومي المخصص لهذه الفئة، وتوسيع التعليم المتخصص، وتوفير المعدات الحركية، وإصدار بطاقة الإعاقة لأكثر من 18 ألف شخص، إضافة إلى توفير التأمين الصحي والتحويلات النقدية لآلاف الأسر والأطفال ذوي الإعاقة.
وقالت معالي الوزيرة إن حضور السيدة الأولى يعكس دعما مستمرا لهذه الفئة، معلنة عن حزمة من المشاريع والاتفاقيات الجديدة بغلاف مالي يناهز 1.899.000.000 أوقية قديمة، تشمل شراكة مع “تآزر”، وإطلاق جائزة التميز للأشخاص ذوي الإعاقة، وتمويلات جديدة للمشاريع، وتوسعة مراكز التكوين، وإطلاق تحويلات نقدية لفائدة 6000 طفل من ذوي الإعاقة.
وثمّنت معالي الوزيرة دعم القطاعات الحكومية والشركاء الفنيين والماليين والاتحادية الوطنية للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة، مؤكدة أن ما تحقق يمثل انتقالا حقيقيا نحو مجتمع دامج يقوم على المساواة والعدالة.
وجددت التزام القطاع بمواصلة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للإدماج، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وتسهيل الولوج للخدمات، وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في التخطيط والتنفيذ، تحت شعار: “الإدماج حق… والتمكين مسؤولية”.
ومن جهته قال رئيس الاتحادية الموريتانية للجمعيات الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة، السيد لحبوس ولد العيد، إن تخليد اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة يمثل محطة مهمة للتأكيد على ضرورة تعزيز الإدماج الاجتماعي وترسيخ حقوق هذه الفئة، مثمّنا الجهود الحكومية المبذولة خلال السنوات الأخيرة لتحسين النفاذ إلى الخدمات وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية.
وأضاف أن الاتحادية تواصل عملها كشريك أساسي في تنفيذ السياسات الوطنية المتعلقة بالإعاقة، من خلال مواكبة البرامج الميدانية وتمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة في النقاشات والاستراتيجيات الوطنية، مؤكدا أن تعزيز الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين يشكل ركيزة لتحقيق مجتمع دامج وعادل.
وأكد على ضرورة ترسيخ ثقافة احترام التنوع وقبول الآخر، والعمل المشترك من أجل تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وإتاحة الفرص لهم على قدم المساواة.
وبدوره قال سعادة سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في موريتانيا، السيد فلوريان رايندل، إن تخليد اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة يذكّر بحقيقة أساسية مفادها أن قيمة المجتمع تُقاس بقدرته على توفير مكان عادل ومتاح للجميع، موضحا أن الاحتفال اليوم يعكس إرادة وطنية قوية للمضي نحو موريتانيا دامجة يتمتع فيها الأشخاص ذوو الإعاقة بالفرص نفسها التي يحظى بها باقي المواطنين، وهو ما يعد شرطًا للتماسك الاجتماعي والاستقرار.
وجدد سعادة السفير التزام ألمانيا وشركائها من وكالات الأمم المتحدة بمواصلة دعم السياسات والبرامج التي تعزز الحماية الاجتماعية وتضمن المشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف مجالات الحياة.
ومن جانبه أكد ممثل اليونيسف في موريتانيا، السيد الكبير مدرغي العلوي، أن اعتماد الاستراتيجية الوطنية للإدماج وترقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يمثل تحولا تاريخيا يعكس إرادة سياسية راسخة لجعل الإدماج ركيزة للتنمية، مشيرا إلى أن برامج التحويلات النقدية الموجهة لآلاف الأسر ليست مجرد دعم ظرفي، بل آلية لرفع العوائق التي تواجه الأطفال والأسر في النفاذ إلى خدمات الصحة والتعليم والرعاية.
وشدد على أن الإعاقة ليست المشكلة، بل العقبات التي تحد من حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، داعيا إلى جعل مشاركتهم الفاعلة في صياغة السياسات مسارا ثابتا، وإلى تعزيز الشراكات لضمان مجتمع دامج لا يُقصي أحدًا.
وتميزت الفعاليات بتوقيع اتفاق تعاون بين وزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة والمندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر”، وذلك تعزيزًا للشراكة بينهما في تنفيذ البرامج الموجهة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتخلل الحفل كذلك تقديم عروض وفقرات مخصصة لإبراز التجارب الوطنية في مجال الإدماج والتمكين، وإظهار الجهود الرامية إلى دعم مشاركة هذه الفئة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
حضر الحفل كل من الوزير المكلف بالأمانة العامة للحكومة، ووزير تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية، ووزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي، ووزيرة الوظيفة العمومية والعمل، والمندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء، والوالي المساعد لنواكشوط الغربية، وعمدة تفرغ زينه، إلى جانب السلطات الإدارية والأمنية بنواكشوط الغربية، وعدد من كبار المسؤولين وممثلي الهيئات الوطنية والدولية.