زيارة النعمة..انطلاقة جديدة لترسيخ اللامركزية وتسريع التنمية المحلية/تماد إسلم أيديه

شهدت مدينة النعمة، عاصمة ولاية الحوض الشرقي، زيارة هامة قام بها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أشرف خلالها على إطلاق البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية. وتأتي هذه الزيارة في سياق توجه استراتيجي يعكس الإرادة السياسية الرامية إلى تعزيز اللامركزية وإعادة الاعتبار لدور الجهات والمجتمعات المحلية والجهوية في قيادة مسارات التنمية.

أهمية التوقيت والمكان

إن اختيار مدينة النعمة لإطلاق هذا البرنامج ليس مجرد خطوة شكلية، بل يحمل بعداً رمزياً وسياسياً وتنموياً؛ فالمنطقة تمثل إحدى أهم جهات البلاد من حيث الامتداد الجغرافي والعمق البشري، وتحتاج إلى تدخلات تنموية تعالج اختلالات الماضي وتفتح آفاقاً جديدة أمام السكان. بهذا المعنى، تجسد الزيارة توجهاً نحو نقل المشاريع الكبرى من المركز إلى الأطراف، بما يضمن عدالة توزيع الفرص والتنمية.

ملامح البرنامج الاستعجالي للتنمية المحلية

يتضمن البرنامج، الذي تقدر تكلفته بـ 270 مليار أوقية، سلسلة من المشاريع الرامية إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك:
• المياه الصالحة للشرب
• الكهرباء والطاقات المتجددة
• شبكات الطرق وفك العزلة
• دعم القطاعات الإنتاجية المحلية والجهوية
• تعزيز البنى التعليمية والصحية والاجتماعية

ويعتمد البرنامج مقاربة تشاركية تقوم على إشراك المنتخبين والفاعلين المحليين والجهويين في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، انسجاماً مع رؤية فخامة رئيس الجمهورية في ترسيخ اللامركزية كخيار استراتيجي.

مكاسب اقتصادية واجتماعية متوقعة

من المتوقع أن يحدث البرنامج آثاراً مباشرة وملموسة على حياة المواطنين، أهمها:
• خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
• إنعاش الاقتصاد المحلي ودعم الأنشطة المدرة للدخل.
• تحفيز الاستقرار السكاني للحد من الهجرة الداخلية.
• تقريب الخدمات وتحسين جودتها بما يعزز العدالة الاجتماعية.

كما من شأن هذه المشاريع أن تسهم في تطوير البنية التحتية وتعزيز التكامل بين ولايات الوطن، مما يدعم الانسجام الاقتصادي والاجتماعي.

لقاءات مع المواطنين وتفاعل مباشر

تميّزت الزيارة أيضاً بانفتاح الرئيس على المواطنين من خلال برمجة لقاءات مباشرة في مدينة النعمة وعدة محطات أخرى داخل الولاية. وقد تشكل هذه اللقاءات فرصة لطرح الانشغالات المحلية ورفع المطالب التنموية، في إطار مقاربة تفاعلية تستند إلى الحوار والمشاركة.

خلاصة

إن زيارة فخامة رئيس الجمهورية لمدينة النعمة تمثل محطة مفصلية في مسار تفعيل التنمية المحلية وتعزيز اللامركزية. فالبرنامج الاستعجالي الذي تم إطلاقه من قلب الحوض الشرقي يؤكد أن التنمية لم تعد محصورة في نواكشوط أو المدن الكبرى، بل هي مسار شامل يستهدف جميع المواطنين أينما كانوا.

وبذلك، فإن هذه الزيارة ليست حدثاً عابراً، بل بداية مرحلة جديدة تقوم على تحويل الإمكانيات إلى مشاريع ملموسة، ووضع المواطن في صميم العملية التنموية.

فالتنمية الشاملة تبدأ من المواطن.. وتنطلق من كل نقطة على خارطة الوطن.ويبقى نجاح هذا البرنامج رهيناً بفعالية التنفيذ واستمرارية المتابعة الميدانية.

زر الذهاب إلى الأعلى