
مدقشقر: وحدة النخبة في الجيش تعلن توليها السلطة في البلاد.
أعلن قائد وحدة النخبة في جيش مدقشقر العقيد مايكل راندريانيرينا اليوم الثلاثاء تولي الجيش السلطة في هذه الدولة الجزيرة الواقعة في أفريقيا وذلك بعد أن صوتت الجمعية الوطنية (البرلمان) على عزل الرئيس أندريه راجولينا بتهمة التخلي عن الواجب.
وقال العقيد راندريانيرينا -الذي يقود وحدة النخبة “كابسات” في الجيش- بعد تلاوته بيانا أمام مبنى حكومي عبر الإذاعة الوطنية “لقد تولينا السلطة”، مضيفا أن الجيش يقوم بحل جميع المؤسسات باستثناء مجلس النواب الذي صوّت على عزل راجولينا قبل دقائق فقط من إعلانه.
وكان الرئيس راجولينا أصدر مرسوما في وقت سابق اليوم بحل الجمعية الوطنية، مستبقا بذلك تصويتا يهدف إلى تنحيته عن منصبه في خضم احتجاجات شعبية ضده.
وبعد أن أضعفه انضمام الجيش في نهاية هذا الأسبوع إلى الاحتجاجات التي تشهدها مدغشقر ولجوئه إلى مكان مجهول استبعد راجولينا استقالته في خطاب بُث مباشرة عبر فسبوك مساء أول أمس الأحد هو الأول له منذ هذا التطور، وحض فيه على “احترام الدستور”.
وأعيد انتخاب راجولينا في 2018 و2023 في انتخابات شهدت معارضة ومقاطعة واسعتين.
وكان راجولينا انتُخب عام 2023 لولاية من 5 سنوات، مهددا بتصويت يستهدف تنحيته لـ”عجز مؤقت”، وهو قرار يتطلب أغلبية الثلثين في الجمعية الوطنية.
وأكد نواب من المعارضة أنهم تمكنوا من جمع ما يكفي من التواقيع لإجراء تصويت خلال جلسة استثنائية تُعقد اليوم الثلاثاء، معللين هذه الخطوة بحصول شغور في السلطة، نظرا إلى أن رئيس الدولة غادر مدغشقر أول أمس الأحد بطائرة عسكرية فرنسية، وفقا لإذاعة فرنسا الدولية.
وكانت وحدة “كابسات” في الجيش -والتي أدت عام 2009 دورا رئيسيا في إيصال راجولينا إلى السلطة بانقلاب أعقب حراكا شعبيا- دعت في نهاية هذا الأسبوع قوات الأمن إلى “رفض إطلاق النار” على المتظاهرين، ثم انضمت إلى المحتجين في وسط العاصمة.
وما لبثت معظم القوات المسلحة أن حذت حذوها، ومن بينها قوات الدرك التي كانت سابقا في طليعة قمع المظاهرات.
وأفادت الأمم المتحدة بمقتل 22 شخصا على الأقل وإصابة نحو 100 بجروح في الأيام الأولى للمظاهرات.
وينص الدستور على وجوب إجراء الانتخابات التشريعية “بعد 60 يوما على الأقل و90 يوما على الأكثر من إعلان حل الجمعية الوطنية”.
وفاقمت هذه التطورات غموض الوضع في هذه الجزيرة الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي، حيث تجمّع آلاف المتظاهرين مجددا الثلاثاء في أنتاناناريفو.
وكما هي الحال منذ 25 سبتمبر/أيلول الماضي يغلب على المظاهرات شباب حشدتهم جماعة “جيل زد”، وانضم إليهم موظفون حكوميون دعتهم نقابات عدة إلى الإضراب ومحتجون من مختلف الأعمار.
كذلك، انتشرت اللافتات المعادية لفرنسا، بحسب ما لاحظ فريق وكالة الصحافة الفرنسية في عاصمة مدغشقر، ومما كُتب فيها “اخرجي يا فرنسا”، “ويا راجولينا وماكرون، اخرجا”.
ولمدغشقر تاريخ طويل من الانتفاضات الشعبية التي أعقبتها تولي حكومات عسكرية انتقالية السلطة.
ويعيش 80% على الأقل من سكان مدغشقر البالغ عددهم 32 مليون نسمة بأقل من 15 ألف أرياري يوميا (2.80 يورو)، أي تحت خط الفقر الذي يحدده البنك الدولي.