سفير اسرائيلي سابق : ضربة الدوحة أفقدت إسرائيل ثقة حلفائنا.

أعرب السفير الإسرائيلي السابق لدى الإمارات، أمير حايك، عن خشيته من أن تؤدي التطورات الأخيرة، وعلى رأسها الضربات الإسرائيلية في قطر ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، إلى تقويض اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

وفي مقابلة إذاعية مع محطة 103FM، أشار حايك إلى أن “اتفاقيات إبراهيم” تمر بمرحلة حرجة، قائلًا إن على إسرائيل أن تدرك حساسية الموقف الإماراتي: “لقد عشت هناك لسنوات وأعرف جيدًا كيف يفكرون. غدًا تحل الذكرى الخامسة لهذه الاتفاقيات، التي كانت ثمرة جهد ضخم قاده الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن المؤشرات الصادرة من أبوظبي واضحة: هناك حدود لما يمكن تحمله.”

وأضاف أن الحديث المتزايد عن احتمال ضم مناطق في الضفة الغربية يزيد الأمور تعقيدًا، موضحًا أن مجرد التلويح بهذه الخطوة قد يكون كافيًا لتهديد مستقبل الاتفاقيات، خصوصًا في ظل الغضب الإماراتي من الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.

وشدد حايك على أن التطبيع مع الدول العربية لا يقل أهمية عن القدرات العسكرية أو التكنولوجية لإسرائيل، معتبرًا أن هذه الاتفاقيات وفّرت لإسرائيل شبكة تحالفات إقليمية بمثابة مظلة أمنية واقتصادية حيوية.

وبخصوص العلاقات مع القيادة الإماراتية، أوضح أن أبوظبي استقبلت خلال السنوات الماضية معظم القادة الإسرائيليين، من بينهم نفتالي بينيت ويتسحاق هرتصوغ ويائير لابيد، إلى جانب وزراء آخرين، لكن الأجواء الحالية لا تسمح بزيارة نتنياهو، في ظل أزمة ثقة متفاقمة وضغوط داخلية يتعرض لها المسؤولون الإماراتيون.

وتابع السفير السابق قائلًا: “ما نحتاج إليه الآن هو خطوات تعيد الثقة وتظهر جدية في الحفاظ على العلاقات. لا يجوز الاستهانة بقيمة هذه الاتفاقيات، فهي تمس جوهر أمن إسرائيل واقتصادها واستقرارها في المنطقة.”

ولفت أيضًا إلى أن الضربة التي استهدفت قطر أثارت حالة تضامن خليجي واسع، امتد صداه إلى دول عربية أخرى، مشيرًا إلى أن التعامل مع شركاء مثل الإمارات لا يمكن أن يتم دون شفافية في إطلاعهم على التوجهات الإسرائيلية: “المحادثات معهم مستمرة لكنها غير كافية.”

واختتم حايك حديثه بالتحذير من أن أي خطوات أحادية لضم الضفة الغربية قد تعني عمليًا نهاية اتفاقيات إبراهيم، موضحًا أن الإماراتيين أوصلوا هذه الرسالة بشكل مباشر للمسؤولين الإسرائيليين: “هذه الاتفاقيات تخدم أمن إسرائيل أكثر من أي عملية ضم، والحكومة مطالَبة بأن تفكر بمصلحة الدولة، لا بمغازلة قواعدها السياسية. لم أكن أتخيل أن تمر الذكرى الخامسة للاتفاقيات وسط مثل هذه الأجواء المتوترة.”

زر الذهاب إلى الأعلى