شيخ الوزراء/المستشار الجهوي-محمد الحافظ الديمان

تم تداول مقطع فيديو من مقابلة مع رئيس حزب الانصاف السيد سيد احمد محمد يصف نفسه ب (شيخ الوزراء) مما أثار ضجة وأسال حبرا كثيرا ما بين المرحب المؤكد و المتهكم وأيضا المستغرب،فهل فعلا رئيس الحزب الحاكم بموريتانيا حزب الانصاف (شيخ الوزراء) أم للمقولة دلالة أخري ؟ ما هو رأي الدستور والقانون ؟ وهل في الأمر تعدي علي صلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب و الذي يرأس مجلس الوزراء ؟ أسئلة عديدة من بين أخري سنحاول تسليط الضوء عليها بالإضافة لقراءة معمقة للخرجة الأخيرة القوية التي احتفل الحزب بذكري السنة الاولي من المأمورية الثانية لفخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني والتي كانت لها أكثر من دلالة وتأتي في سياق مهم يؤسس لما بعده.
بداية واضح من سياق الجواب اثناء المقابلة الصحفية ان رئيس حزب الإنصاف اطلق علي نفسه لقب (شيخ الوزراء) من باب المجاز و الدعابة حين قال إنه لم يبق له (ظيف اخلاق) في الوزارة بعد توزيره خمس سنوات متوالية في المأمورية السابقة،لكن أيضا بشكل غير مباشر يمكن اطلاق هذا اللقب (شيخ الوزراء ) علي رئيس الحزب الحاكم بحكم وجوده علي رأس الجهاز السياسي لأكبر حزب وطني يملك أغلبية برلمانية إذ من البديهي أن رئيس الحزب لا يملك سلطة تنفيذية أو دستورية عكس رئيس الجمهورية المنتخب بشكل مباشر من الشعب والذي يرأس مجلس الوزراء و ليس لديه سلطة كالوزير الأول الذي ينسق العمل الحكومي ويرسم الخطط تحت اشراف رئيس الجمهورية ويجيز البرلمان برنامجه الحكومي وبالمقابل رئيس الحزب الحاكم له تأثير سياسي قوي من خلال الأغلبية البرلمانية التي يتمتع بها حزبه و يضع السياسات الحزبية ويوجه الأجندة السياسية للحزب التي قد تؤثر على التوجهات الحكومية والقرارات السياسية الكبرى من خلال الدعم البرلماني وقيادة المجالس الجهوية والبلدية.
وهكذا يستمد قوته وشرعيته من كونه يقود الذراع السياسي لرئيس الجمهورية وهو من يقترحه لقيادة الحزب ليتم تزكيته و انتخابه من لدن المجلس الوطني للحزب كما هو حال الرئيس الحالي أو انتخابه من لدن المؤتمرين بعد الانتساب وعلي هذا الأساس يكون لرئيس الحزب سلطة سياسية علي الوزراء ووصاية سياسية علي الحكومة والجهاز التنفيذي عموما وهو ما يجيز اطلاق لقب (شيخ الوزراء ) عليه.
يقودنا هذا الحديث لأهمية عملية اصلاح الحزب التي تجري حاليا وتتواصل منذ فترة،حيث انه كلما حصلنا علي حزب قوي متماسك تعكس قيادته تطلعات قواعده كلما ضمنا استقرار و أمن وسياسات تنموية ناجعة وهو ما يجب أن ينصب عليه العمل حاليا بعد ان انتهت مأمورية الهيئات الحزبية الحالية مع التطلع لحملة انتساب جديد للحزب قريبا يضخ دماء جديدة للحزب ويعيد التوازنات الداخلية وينتخب مجالس قيادية قادرة علي المواكبة و التحضير الجيد لأي استحقاق انتخابي قادم ويكون حلقة وصل أمينة بين القيادة العليا والقواعد الشعبية.
من المؤكد أن الحزب حاليا في اوج قوته وخصوصا بعد خرجته الأخيرة احتفاء بذكري مرور السنة الاولي للمأمورية الثانية لفخامة رئيس الجمهورية،حيث كان مستوي الحشد والتنظيم غير مسبوق مما يدل علي التفاف شعبي كبير ببرنامج فخامة الرئيس وقاعدة شعبية عريضة للحزب تضاعف دوره في مواكبة العمل الحكومي بتوعية الجمهور وتسويق السياسات الناجعة وملاحظة اية اختلالات ومعالجتها وسياسيا ضمان نجاح الحوار المزمع تنظيمه بين القوي السياسية في البلد قريبا،حيث توحي مستجدات اخباره أن آخر المتخلفين عنه يستعدون للالتحاق به.
إن نجاح الحزب واستحقاق لقب (شيخ الوزراء ) لرئيس الحزب حري بالتمكين لأطر الحزب في المناصب القيادية ، التواصل المستمر البيني وتفقد القواعد والضغط لتحقيق تطلعاتها،إن قوة الحزب الحاكم تتجسد بقوة ونفوذ هيئاته القيادية والقاعدية من رئيس قسم إلى الفيدرالي إلي المجلس الوطني والمكتب التنفيذي،كما تتجسد في تكامل هيئاته وقدرته علي التأثير علي الرأي المحلي والجهوي والوطني سياسيا وإعلامياً دعما للجهاز التنفيذي الذي هو في الأصل تجسيد لرؤية الحزب.

إن نجاح الحزب واستمراريته منوطة بتقدير تضحيات منتسبيه و التميز بين قدراتهم و تذليل العقبات أمامهم ضمن سياسة عناية فائقة بالعنصر البشري الذي هو أصل كل نجاح،يبقي ان تأطير المنتسبين وتوعيتهم وربطهم بروية الحزب وخطابه السياسي وتنمية الحس الوطني والعمل الجمعوي وفك الارتباط بشكل تدريجي ذكي مع العقلية المخزنية نحو عمل حزبي مستدام يحمل خطاب سياسي متماسك متزن قادر علي الصمود في موجهة خطاب معارض ينسف كل مكتسب ويلعب علي عواطف الجمهور ويستغل أي ثغرة لسحق وتفنيد كل ما تحقق و سيتحقق بإذن الله.
إن العمل الجاد والمثمر المقام به حاليا بقيادة معالي الوزير الأول المختار اجاي تنفيذا لبرنامج طموحي للوطن،ولفخامة رئيس الجهورية يبشر بنهضة شاملة نترقب أن تأخذ بلادنا إلي مصاف الدول المتقدمة وأساسا قوي للدولة القوية التي نحلم بها جميعا ومن مسؤولياتنا جميعا أن نتحد ونرص الصفوف خصوصا بحزب الإنصاف اقوي التشكيلات الحزبية الوطنية وأكثرها عمقا وتمثيلا في العاصمة والداخل نحو تمثيل حقيقي واندماج في المشهد الوطني ولعب الدور الريادي وتنفيذ إصلاحات جوهرية تجعل كل قيادات الحزب (شيوخا ) كل في محله ودائرته حقيقة و استحقاقا لا مجازا أو اعتباطا.

زر الذهاب إلى الأعلى