
الخلاف في الرأي رحمة../أحمد سالم أحمد
الخلاف في الرأي رحمة، وتعدد وجهات النظر ضرورة لأي ديمقراطية ناضجة.
فحرية التعبير والتفكير من أسس المجتمعات المدنية المتحضرة، لكنها لا ينبغي أن تُفهم أبدًا على أنها مبرر للنيل من ثوابت الوطن أو رموزه.
وفي الأيام الأخيرة، لاحظنا على بعض منصات التواصل الاجتماعي سخرية وتشنيعا غير لائقين بشخص رئيس الجمهورية، على خلفية لقائه مع الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. وهنا من الضروري التوضيح أن هذا اللقاء كان بين رئيسين منتخبين، رئيس يمثل أمة لها تاريخ، هي بلاد شنقيط، بتاريخها وثقافتها ومكانتها.
وقد كان رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في هذا اللقاء واضحًا، واثقًا، قويّ الطرح، مدافعًا عن بلاده ومصالحها، وناقلًا لصوت موريتانيا بكل مسؤولية واتزان.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فالعالم بأسره يعرف أسلوبه وتعامله مع ضيوفه، وهذا لا يُلام عليه ضيفه ولا يُحمّل لموريتانيا بأي شكل من الأشكال، بل على العكس، فإن ظهور رئيسنا في هذا اللقاء كان مشرفًا ومعبّرًا عن سيادة بلدنا واحترامه لنفسه ولشركائه.
نحن مع النقد البنّاء والنقاش الحر، ولكننا نرفض تسييس كل حدث وتحريف الوقائع، وندين كل أشكال الاستخفاف برموز السيادة الوطنية.
علينا أن نُعلِي من قيمة الاحترام والمسؤولية في خطابنا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتمثيل الوطن في الخارج. فالرئيس – في مثل هذه المحطات – لا يمثل نفسه، بل يمثل موريتانيا، بلدنا الغالي، بكل ما تحمله من رمزية وتاريخ.
فلنركز في تفاعلنا على القضايا الجوهرية، ولنترك ثقافة التهكم خلفنا، ولنتحلّى بالمسؤولية التي تليق بمواطن يدرك قيمة وطنه.
اللهم احفظ موريتانيا وأعزها، ووفق من يعمل على رفعتها وخدمتها بصدق وإخلاص.
العبد الفقير إلى ربه
أحمد سالم أحمد