
الفجحة.. العطاء والتراث تحت لهيب النيران
تابعنا من بعيد، وقلوبنا تحترق قبل نخيلها، الحريق الذي شبّ في واحة الفجحة اليوم لم يكن مجرد نار أكلت الأرض، بل كان وجعًا أصاب الذاكرة، وخسارة أثّرت في وجدان كل من يعرف معنى “الفجحة” ومكانتها.
الفجحة ليست مجرد واحة، بل كانت عبر الزمن رمزًا للقاء، ومأوى للراحين، وملاذًا للعابرين، يستظلون بنخيلها، ويأكلون من ثمارها، ويشربون من عيونها ماءً عذبًا. هي قصة عطاء بناها الآباء والأجداد، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً.
الحريق اليوم لم يلتهم النخيل فحسب، بل أحرق جزءًا من الذاكرة والهوية. فقدنا كثيرًا من نخيل الفجحة المثمر، على بعد أسبوع واحد فقط من نضج التمر، كأنّ النار أرادت أن تسبق الحصاد بالحزن.
ورغم ما أصابنا حيث فقدنا كثيرا من النخيل بثماره اسبوعا قبلةقطافه (العنصارة) لا نقول إلا ما يرضي الله:
“إنا لله وإنا إليه راجعون”
نناشد الجهات المعنية والسلطات المحلية بأن تتعامل مع ما حدث لا كحادثة عابرة، بل كارثة تراثية وبيئية وزراعية تستحق الوقوف الجاد. نطالب بتشكيل لجنة تحقيق دقيقة لمعاينة حجم الضرر، ودعم الأهالي المتضررين، والعمل فورًا على إعادة تأهيل الواحة بما يتناسب مع قيمتها التاريخية والبيئية والزراعية.
إن الفجحة ليست فقط واحة نخيل، بل واحة ذاكرة وهوية. نأمل أن تتحول هذه المحنة إلى فرصة لإحياء ما تبقى، وترميم ما تهدّم، والحفاظ على ما يمكن إنقاذه، وفاءً لرجال الفجحة المؤسسين، وحرصًا على ألا يضيع تراث نادر لا يُعوض,
واحة الفجحة تضم 35000 من النخيل تأسست سنة 1907 على يد جدنا، أحمد ولد احمل عبدي وابنه سيد أحمد الذي واصل بعده وتتال الاقبال حتى جمعت خيرة الناس من كل حدب وصوب، كانت العاصمة الحقيقية للمنطقة وسلتها الغذائية المقدمة للجميع،
رحم الله السلف وبارك في الخلف عوضنا الله خيرا ورحم الوالدين والاجداد.
أحمد يسلم ولد احمل عبدي