قافلة الصمود المغاربية بين حماس الشعوب وعقبات الانقسام

في مشهد استثنائي لم تشهده المنطقة منذ 17 عامًا، انطلقت قافلة “الصمود المغاربية” من بلدان المغرب العربي نحو قطاع غزة، حاملةً زخمًا شعبيًا واسعًا وأطنانًا من المساعدات الإنسانية والطبية. وشارك في القافلة نحو 1500 ناشط من تونس والجزائر وموريتانيا والمغرب وليبيا، ضمن أكثر من 150 سيارة و15 حافلة كبيرة، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وقد حظيت القافلة باستقبال حافل في مدن الغرب الليبي، لا سيما طرابلس ومصراتة، حيث وفرت السلطات تسهيلات لوجستية وأمنية سخية لضمان عبورها السلس.

لكن هذا الزخم لم يدم طويلاً، إذ وجدت القافلة نفسها عالقة قرب مدينة سرت، بعدما أوقفتها قوات تابعة للقيادة العامة في شرق ليبيا عند بوابة الثلاثين، بحجة غياب تعليمات أمنية من بنغازي، رغم ترحيب رسمي مسبق من حكومة “الاستقرار”.

وتحول توقف القافلة إلى شبه حصار، بعد منع المشاركين من الحصول على الغذاء أو الدواء، وإجبار بعضهم على التراجع نحو بوابة الخمسين دون إمكانية العودة. وهكذا، اصطدمت واحدة من أضخم مبادرات التضامن الشعبي العربي بعقبة الانقسام الليبي، تاركةً رسائل مؤثرة حول وحدة الشعوب وتحديات السياسة.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى