
التيدينيت.. تراث متجدد ونغم يتجذر
نص الخطاب المحرر:
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
السيدات والسادة،
الحضور الكريم،
يسرني أن أشارككم اليوم افتتاح النسخة الثالثة من مهرجان التيدينيت، هذا الموعد الثقافي البارز الذي يحتفي بإحدى أعرق أدواتنا الموسيقية وأجمل رموز تراثنا اللامادي. إن “التيدينيت” ليست مجرد آلة، بل هي لسان حال مجتمع، تروي قصصه، وتنقل آلامه وآماله، وتعبر عن وجدانه الجمعي بلغة لا تخطئها الأذن ولا تخمد بريقها السنون.
إن تنظيم هذا المهرجان يدخل في صميم التوجهات الكبرى لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرامية إلى ترقية الثقافة الوطنية وصون الذاكرة الجمعية للشعب الموريتاني، من خلال دعم الفنون، وتثمين الموروث، وتمكين المبدعين من فضاءات للعرض والإبداع والتفاعل.
السيدات والسادة،
إن التيدينيت، التي كانت رفيقة الشعراء، وحاملة أنغام المدح، والمرافقة الحية لأفراح الناس ومجالسهم، ظلت وستظل تعبيراً خالصاً عن الهوية الثقافية الموريتانية. وإن إحياءها في هذا المهرجان، من خلال العروض الموسيقية والورشات والمعارض، يمثل خطوة نوعية نحو ربط الأجيال الجديدة بجذورها الثقافية وتحصينها من الذوبان في تيارات العولمة الجارفة.
كما لا يفوتني هنا أن أنوه بالجهود الجبارة التي بذلتها اللجنة التنظيمية، والمساهمين في إنجاح هذه التظاهرة، من فنانين، ومثقفين، وإعلاميين، ومهتمين بالشأن الثقافي، والذين جسدوا – من خلال عملهم – روح التعاون والإبداع الجماعي.
ختامًا، أجدد ترحيبي بكم جميعًا في هذه المناسبة البهيجة، وأعلن، باسمكم، افتتاح النسخة الثالثة من مهرجان التيدينيت، راجيًا أن تكون هذه الدورة إضافة حقيقية في مسار ترسيخ التراث وتوسيع المدارك الثقافية، وتعزيز إشعاع بلادنا على المستويين الإقليمي والدولي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.