
التأمل و الدعاء عند الحطيم/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
الحطيم ما بين بداية الحجر الأسود و نهاية الباب الذهبي،و الدعاء عنده مستجاب و قد جربت ذلك،و لن أفصله لأنه مخيف،و أحذر من يظلم من دعوة المظلوم أيا كان مكانها و زمانها،فمن باب أولى إن كانت عند الحطيم.
و قد استغربت كثيرا من مجريات الأحداث بعدها!.
و باختصار وصلت جماعة 3أغسطس 2005 السلطة،و بعد فترة قصيرة بدأ بوعماتو فى مطاردتي قضائيا،و بعد ذلك جاءت قضية الطائرة فى نواذيبو و تحرك ملف المخدرات،و كنت قبل ذلك بأيام قد سافرت لإسبانيا و رأيت الأمور بوضوح تتحرك نحو حافة الخطر و انفجر الوضع فى مايو 2007،و كتبت قبل ذلك متوقعا قبل الحدث ثم معلقا لاحقا،و تقدم بوعماتو بشكواه الشهيرة،فكتبت مقالا من مكة المكرمة،تحت عنوان “بوعماتو يحاول كسر قلمي”،لكنه لم ينجح مطلقا،لله الحمد و المنة،و دعوت ربي عند الحطيم،اللهم فرق شملهم،فاختلف عزيز و اعل رحمه الله،ثم اختلف عزيز و بوعماتو ،ثم جاء الدور على “المحمدين”،و انفرجت حلقة،و اليوم و مع بداية العهدة الغزوانية الثانية،نجح اعداءه و أعداءي فى تحريضه علي،فاستساغ سجني و إقالتي من الوظيفة فى يوم شديد الغرابة و الألم 28/8/2024،رغم حرصي على الاستقرار و الدعم الصريح لنظامه،مشجعا الإيجابيات ،متنكبا عن الأخطاء،على وجه النصح الصادق،و مازلت أعيش وسط الإهمال و التضييق علي فى رزقي،فهل سيعيد التاريخ نفسه،أم يتفهم الرئيس موقفي الصريح،مؤيد ناصح فحسب، و لست لك معارضا مطلقا و لا مباركا لك على أمور قد لا تكون خادمة للوطن الغالى،ثم إن مكانتي فى وطني ليست منة علي يا غزوانى،فلست خائفا و لا طامعا ،و إنما مواليا عن صدق و بكبرياء تليق بالشرفاء،من أمثالي،و مستعد للتعاون من أجل خدمة الوطن و نيل رغيف،أستحقه، و لا يشترط علي أن أمرغه بالذل و المهانة،فما معنى تكريم و تعيين اللصوص و تدوير المفسدين و إهانة أرباب القلم،بحجة غضب عابر أو نصح صادق؟!.
و أنا موقن بأن صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى حكيم و سيظل يجمع أنصاره،و إن حرص بعضهم على كرامته و إسداء النصح.
و قد تألمت كثيرا فى يوم من أيام سنة 2024،يوم 28/8/2024،يوم أدخلت السجن و حوربت فى رزقي،و لكني عندما وصلت ذلك المكان لم أتجرأ على الدعوة ضد من أيقنت ظلمه و تحامله علي و الاستخفاف بجنابي،و ذلك بسبب الرحم،فلم أتمكن من تجاهل الصلة،و لكن غصة فى نفسي مازالت تتردد،بسبب تلك النقطة السوداء و اللحظة المؤلمة بعمق،و أعرف أن ذلك لن يزيله إلا إحدى مسألتين،الأولى لن أقبلها مطلقا و لن تنفع معي، و الثانية هي الانتقام الرباني،و أمري غريب فى هذا الصدد،و فى هذا قلت ضد شخص سابق،اللهم انتقم منه بما يعظه فى نفسه موعظة بليغة و لا يضره، و قد حصل ذلك و رب الكعبة،و اليوم ماذا أقول،اللهم أفضح أمر من ظلمني بما يعظه فى نفسه موعظة بليغة و لا يضره،اللهم ألطف بي و رحمي،يا لطيف يا ودود يا أكرم الأكرمين.
و من ضمن مضاعفات ما حصل ضدى شخصيا يوم الأربعاء،28/8/2024،ربما تحصل تغيرات عميقة و صعبة فى الوطن ،إثر انتخابات 2029،و فى أفق هذه الانتخابات الرئاسية،التى سأشارك فيها مرشحا،بإذن الله.
و قد لا يكون من السهل الدفع بمرشح محسوب على المؤسسة العسكرية أو الرئيس الحالي بسهولة،و من يدرى؟!،فقد يخرج هؤلاء جميعا من المشهد السياسي بالنسبة لمقعد الرئاسة،و قد يكون ما سيظهر بعد رئاسيات 2029،أشد من محاكمة العشرية،المثيرة للجدل،من الزاوية الأخلاقية و السياسية،بغض النظر عن البعد القضائي و القانوني.
و قد يستغرب البعض صلة المظالم الخاصة بالحالة العامة،و لكن إقرأ قوله تعالى:”و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”،و لعل هذه التأملات من منبع الحرص على الاستقرار و للتخطيط المسبق لتعميق التوازن و تفادى هزات مخيفة يوما ما،و مجرد انتظار وقوع الأزمات تفريط،و التوقع و التخطيط الاستباقي،محض الوعي و الحزم.
و شخصيا لا أتكتم على رؤيتي لقضايا الوطن،بسبب حرصي على استقرار الوطن و تماسكه،و قد بات ربما فى خطر متصاعد،و بسبب أيضا صدق موقفي الشخصي الإيجابي من الرئيس،غزوانى و حليفه الرئيسي ،أخى ،محمد أحمد ولد محمد لمين،فهؤلاء أصدقائي و إخوتي،بكامل معنى الكلمة،لكنهما لم يتمكنا من إدارك كنهي بعمق،فأنا أوالي،كما فعلت معهما و سأظل كذلك،لكن ليس على حساب وطني و كرامتي!،و بعد خروجي من السجن ظللت متمسكا بهذا المنحى من التهدئة الواعية الحذرة،لأن الوطن يحتاج ذلك،و هذا الثنائي لا يريد لي السوء، و فى المقابل قد لا يريد لي المجد،و هما بهذا الحساب أقل خطرا من غيرهم،و إن لم يواصلا فى دعمي،فلن يفرطا فى حمايتي،و لمن أراد العلم الصحيح،فالحماية من الله أولا،رغم صدق خلفيتهما معي.
سأواصل طرق الأبواب،على غرار ما فعلت مع النظام منذ خروجي من السجن،و النظام مفيد فى هذا و لو ظاهريا،لكن الغيوم الحالية،من زاوية وطنية عامة،و مصاعب اقتراع 2029،يدفعاني للتنبيه قبل فوات الأوان،فأنا مع ثقلي الروحي و الإعلامي و القبلي و الجهوي و شبكة علاقات واسعة أحتسب أنى بتواضع أقدم ما لدي لأنقاذ الوطن، مما يعيشه اليوم و سيتضاعف غدا،خصوصا فى أفق انتخابات 2029.
و قد تكلمت بصراحة لحاجة مثل هذه المعانى لبعض الوضوح لدفع العقول للتأمل الاستثنائي،فالشهور القادمة و من باب أحرى السنوات القادمة بحاجة للتأمل و الموضوعية التامة.و لمنح الحوار و الشأن العام الوطني فرصة حقيقية للنجاح و الانفلات من أجواء التأزم و الخطر،لا قدر الله.
و قد أردت القول بإيجاز بمدى ترابط الخاص بالعام و ضرورة العدل و عدم الإقصاء،و أهمية الاحتساب لما خفي (حتى من قدرات بعض الأشخاص )،و أشده وقعا الدعاء و أنين المفجوعين و المتضررين،من غير مسوغ مقنع مفحم.
و أظن بحكم معطيات متعددة و قرائن غير قابلة للتجاهل بان منعطف 2029 يحتاج للتحضير المسبق الصريح،خصوصا فى أمر الانتخابات الرئاسية و مقاربات الأمن و الاستقرار و تعميق أوجه التعايش الإيجابي،دون أن يكون ذلك على حساب أي عرق او مكون أو جهة،بإذن الله.
و الصراحة و التخطيط المحنك قد يساعد على مخاطر تلوح فى الأفق بوضوح،و سببها الأساسي الظلم و الغبن و تصفية الحسابات،بحجة أو بأخرى،و رغم أهمية أمن الوطن،إلا أن الظلم عاقبته وخيمة،و أعلم مدى حلم و مسالمة الرئيس غزوانى و حرص البعض على التصعيد فى المقابل،لكن بعض الحاشية تدفع الرئيس الحالي ليورط نفسه يوما ما و نظامه و وطنه،فلا داعي للمبالغة فى ضرب الخصوم،دون دراسة و حذر شديد و حساب للمستقبل و مآلات الشأن الوطني الحساس.
مجرد نصائح من مشفق.