
عملية بطولية للدرك الوطني/تماد إسلم أيديه
في سياق تصاعد التحديات الأمنية، وتنامي تهديدات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، أثبتت وحدات الدرك الوطني الموريتاني مرة أخرى قدرتها الفائقة على حماية البلاد من أخطر الشبكات الإجرامية التي تستهدف النيل من استقرار المجتمع وصحة المواطنين.
فخلال الأيام القليلة الماضية، نفذت هذه الوحدات عملية أمنية نوعية، اتسمت بالدقة والاحتراف، ونجحت في توجيه ضربة قوية لعصابة إجرامية خطيرة، كانت تنشط في مجال بيع الحبوب المهلوسة، وترويج الأدوية المزورة، وتوزيع أنواع مختلفة من المخدرات، في واحدة من أبرز الإنجازات الأمنية التي عرفتها البلاد مؤخرًا.
هذه العملية تمثل نموذجًا ناجحًا في العمل الاستخباراتي والميداني، وتعكس مستوى الجاهزية واليقظة الذي وصلت إليه مؤسساتنا الأمنية، في مواجهة المخاطر المتزايدة التي تهدد فئة الشباب، وتضرب في عمق النسيج الاجتماعي والاقتصادي.
احترافية عالية ويقظة مستمرة
العملية، التي نُفذت بعد تحريات دقيقة وتنسيق محكم بين الجهات المختصة، عكست مدى الجاهزية المهنية التي يتمتع بها جهاز الدرك الوطني، وقدرته على تعقب المجرمين في أوكارهم، وضبطهم بالأدلة والمضبوطات التي تُدينهم بشكلٍ قاطع.
تأتي هذه العملية في وقت حساس يتزايد فيه خطر المخدرات والمواد السامة على فئة الشباب، وتؤكد أن العيون الساهرة لا تزال تمسك بزمام الأمن.
شكر وتقدير للمؤسسة الأمنية
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نُعبر عن كامل الشكر والتقدير لأفراد الدرك الوطني الذين نفذوا هذه المهمة بشجاعة وانضباط، واضعين نصب أعينهم مصلحة الوطن وسلامة المجتمع، رغم التحديات والصعوبات التي ترافق مثل هذه العمليات الحساسة.
دعوة لعدم التدخل في مسار العدالة
وفي ضوء خطورة الجرائم التي ارتكبتها العصابة الموقوفة، فإننا نناشد السلطات العليا في البلاد، والجهات المعنية، بضرورة ترك التحقيقات تأخذ مجراها القانوني دون تدخل أو محاولة للتأثير، حتى تُستكمل الإجراءات القضائية بشفافية وعدالة، ويُحال المتهمون إلى المحاكم المختصة، لينالوا جزاءهم الرادع، وفقًا للقانون.
وأخيرا
إن هذه العملية ليست فقط نجاحًا أمنيًا، بل هي رسالة حاسمة إلى كل من يعبث بأمن الوطن أو يسعى لنشر السموم بين شبابه.
كما أنها تعزز الثقة في مؤسساتنا الأمنية، وتؤكد أن موريتانيا تمتلك من الكفاءات والإرادة ما يكفي لحماية المجتمع من أخطر التهديدات.
إن دعم المواطن لهذه الجهود واجب وطني، وتكاتف الجميع – مؤسساتٍ، وإعلامًا، وأفرادً- أمرٌ لا غنى عنه في معركة طويلة تتطلب الوعي، واليقظة، والوقوف خلف من يحمون هذا الوطن بكل تفانٍ.