
غزة تحت النار.. والمجتمع الدولي متواطئ بالصمت!/تماد إسلم أيديه
في مشهد مأساوي غير مسبوق، تعيش غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، وسط صمت دولي يثير الدهشة والاستغراب. آلاف الشهداء والجرحى، منازل مدمرة، مستشفيات عاجزة عن استقبال الضحايا، وأطفال يلفظون أنفاسهم الأخيرة تحت الأنقاض، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين دون أي رادع أو مساءلة.
إبادة ممنهجة أمام مجتمع دولي عاجز ومتواطئ:
ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة إبادة ممنهجة، يتم تنفيذها أمام أعين العالم، وبغطاءٍ من الصمت والتخاذل الدولي.
وعلى الرغم من التقارير الحقوقية التي توثق الجرائم، والتنديدات الخجولة من بعض الجهات، فإن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال ماضياً في سياسته الدموية دون خوف من العقاب، مستغلاً ازدواجية المعايير التي تحكم السياسة العالمية.
الاحتلال لا يكتفي بجرائمه في غزة فحسب، بل يعمّق من معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث تستمر عمليات القتل الميداني والاعتقالات العشوائية واقتحام المدن والقرى، في محاولة لفرض واقع جديد بالقوة.
كل هذا وسط دعم غير محدود من القوى الكبرى، التي تغض الطرف عن المجازر وتواصل تزويد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي والدبلوماسي.
أين الإنسانية؟
يتساءل كثيرون: أين المجتمع الدولي من هذه المجازر؟ أين تلك الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان والديمقراطية؟ لماذا لا يتحرك العالم لإيقاف هذه الجرائم التي تُرتكب على مرأى ومسمع الجميع؟ يبدو أن الدم الفلسطيني لا يزال رخيصاً في نظر العالم، وأن معايير العدالة والإنسانية باتت تُوظف سياسياً وفقاً للمصالح والنفوذ.
في الوقت الذي تندلع فيه مظاهرات حول العالم دعمًا لفلسطين، تواجه الحكومات المتواطئة هذه الأصوات بالقمع والتضييق، محاولةً إسكات الحقيقة ومنع الشعوب من التعبير عن رفضها للجرائم الإسرائيلية. ورغم ذلك، تظل الإرادة الشعبية أقوى من أي تواطؤ، ويستمر الأحرار في كل مكان برفع صوتهم عاليًا: “أنقذوا غزة، أوقفوا الإبادة!”.
نتنياهو.. مجرم حرب بلا محاسبة:
رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يقود حرباً همجية ضد غزة، مستهدفاً المدنيين بشكل مباشر، غير آبه بالقوانين الدولية أو الإدانات الإعلامية، لكنه ليس وحده في هذه الجرائم، فالعالم المتواطئ بالصمت شريك في سفك الدم الفلسطيني، ومع استمرار الاحتلال في تحدي القوانين والأعراف الدولية، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر هذا الإفلات من العقاب؟ هل ستبقى العدالة رهينة المصالح السياسية، أم أن الشعوب ستفرض واقعاً جديداً يضع حداً لهذه الجرائم؟
نداء إلى الضمير العالمي:
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل هي اختبار لضمير العالم بأسره،فإما أن يتحرك المجتمع الدولي لإنهاء هذه المجازر، أو أن يسقط القناع نهائياً عن شعاراته الزائفة حول حقوق الإنسان والعدالة.
لكن على الرغم من القصف والدمار،سيظل الشعب الفلسطيني صامداً، يقاوم بكرامته وإيمانه بحقه في الحياة والحرية،فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين، والشعوب ستظل تذكر من وقف متفرجاً على الإبادة الجماعية التي تُنفذ بحق الفلسطينيين.
لكِ الله يا غزة، فحين يصمت العالم، يبقى صوت الحق أقوى، وستبقى فلسطين قضية الأحرار في كل زمان ومكان.