دستور العائلة: القواعد الذهبية لبناء بيتٍ مليء بالتفاهم والسعادة

الأسرة هي مملكة الحب والأمان، حيث تُبنى القيم وتُصنع الذكريات، وتُزرع بذور المستقبل. هي اللبنة الأولى التي تُشكّل هوية الفرد وتُحدد مسار حياته. وفي ظل تعقيدات الحياة الحديثة، أصبح من الضروري أن نضع دستوراً أسرياً يُنظّم حياتنا، ويُعزز الروابط، ويُحقق التوازن بين الحقوق والواجبات.

للبيت دستور كما للدولة دستور

“دستور العائلة هو مجموعة من القواعد والقيم التي تتفق عليها الأسرة لتنظيم حياتها وتعزيز الروابط بين أفرادها.” فدستور العائلة ليس مجرد قواعد، بل هو ميثاقٌ يعكس روح التعاون والتفاهم، ويجعل من البيت ملاذاً للسلام والسعادة.

أهمية دستور العائلة:**  “دستور العائلة هو أداة قوية لتعزيز التواصل، بناء الثقة، وتحقيق التوازن داخل الأسرة.”

– **تحسين العلاقات**: “الدستور يساعد على تحسين العلاقات بين أفراد الأسرة من خلال تعزيز التفاهم والتعاون.”

– **تقليل النزاعات**: “عندما تكون القواعد واضحة، تقل النزاعات وتصبح الحياة الأسرية أكثر انسجامًا.”

– **تعزيز القيم**: “الدستور يعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية داخل الأسرة.”

خطوات مهمة لوضع دستور العائلة

– **الخطوة الأولى: الاجتماع العائلي**: “اجمعوا أفراد الأسرة وابدأوا بمناقشة القيم التي تريدون تعزيزها، مثل الاحترام، العطاء، الصدق، التعاون.”

– **الخطوة الثانية: تحديد القواعد**: “ضعوا قواعد واضحة ومحددة، مثل مواعيد الاجتماعات العائلية، توزيع المهام المنزلية، وطرق حل النزاعات.”

– **.” وضع قواعد واضحة  للأسرة حول السلوك والتواصل. وعلى سبيل المثال ، يمكنك القول : ” نحن نتحدث باحترام في عائلتنا. و هذا يعني أننا لا نقوم بالتحدث بلغة مسيئة  “ . كما أنه من الجيد إشراك طفلك في المناقشات حول القواعد.

الخطوة الثالثة: التوقيع على الدستور**: “بعد الاتفاق على القواعد، قوموا بتوقيع الدستور كتعبير عن التزام الجميع به

نموذج لصياغة دستور العائلة

نحن، أفراد هذه العائلة، نلتزم ببناء بيت يسوده الحب، الاحترام، والتفاهم. هذا الدستور هو وثيقة تعبر عن قيمنا المشتركة، ويساعدنا على تحقيق حياة أسرية مليئة بالسعادة والانسجام.”

قيمنا الأساسية :**

– **الحب**: “ نحب بعضنا بلا شروط، ونعبر عن هذا الحب بالكلمات والأفعال.”

– **الاحترام**: “نحترم آراء بعضنا البعض، ونتعامل بلطف وتقدير.”

– **التفاهم**: “نستمع لبعضنا باهتمام، ونسعى لفهم وجهات النظر المختلفة.”

قواعدنا الأساسية:**

– **التواصل**: “نجتمع يوميًا على مائدة الطعام، ونتبادل الأحاديث بصراحة وود.”

– **المسؤولية**: “نوزع المهام المنزلية بشكل عادل، وكل فرد يتحمل مسؤولياته.”

– **حل النزاعات**: “نحل الخلافات بالحوار الهادئ، ونتجنب الصراخ والانتقاد

عادات إيجابية نسعى الى الالتزام بها :

– **الامتنان**: “نعبر عن الامتنان لبعضنا البعض، ونشكر بعضنا على الجهود الصغيرة والكبيرة.”

– **التشجيع**: “ندعم بعضنا في تحقيق الأهداف، ونحتفل بالنجاحات معًا.”

– **التسامح**: “نغفر الأخطاء، ونسامح بقلب مفتوح.”

التزامنا :

نلتزم جميعًا بهذا الدستور، ونعمل معًا لتحقيق حياة أسرية مليئة بالحب والتفاهم. هذا الدستور هو تعبير عن رغبتنا في بناء مستقبل مشرق لعائلتنا .

دستور العائلة هو وثيقة الحب التي توحدنا تحت سقفٍ واحد، وتعكس قيمنا ومبادئنا المشتركة. ما أجمل أن يبادر الآباء والأمهات إلى وضع تلك القوانين المنزلية، لتصبح أداة تربوية فعّالة تُعزز الروابط الأسرية وتُرسّخ السلوكيات الإيجابية.  

أقدم لكم مجموعة من القوانين المقترحة، يمكنكم اختيار ما يتناسب مع أسرتكم، لتكون نواةً لوثيقةٍ تحكم بيوتكم وتُضفي عليها المزيد من التناغم والسعادة.

1 – الصلاة في أوقاتها.

2عبر عن مشاعرك بكل أدب ووضوح.
3أغلق ما فتحت(باب، نافذة، طبق، علبة) وارفع ما أسقطت واجعل المكان في حال أفضل ممّا كان عليه.
4غرفتك مسؤوليتك.

5لا سهر بعد الساعة ( …. )
6 استخدام الأجهزة الذكية من الساعة(….) ـ إلى(……).

7يمنع استخدام أي جهاز في وقت جلوس الأسرة مع بعضهم.
8عدم التخلف عن موعد الوجبات التي تجمع أفراد الأسرة .
9الانتهاء من المذاكرة الساعة( ….. )

10طرق الباب للدخول والاستئذان أولاً

دستور العائلة هو الخريطة التي ترسم طريقنا نحو حياة أسرية مليئة بالانسجام. إنه ليس مجرد قواعد نكتبها، بل هو عهد نقطعه مع أنفسنا ومع من نحب لنعيش بقلوب مفتوحة وعقول متصالحة. عندما نلتزم بهذا العهد، نصبح فريقًا واحدًا، قادرين على تحويل التحديات إلى فرص، واللحظات العادية إلى ذكريات خالدةلأن العائلة ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل هي القصة التي نكتبها معًا، فصلًا بعد فصل، بحب وإصرارفلنبدأ اليوم في كتابة فصل جديد من هذه القصة، ولنجعل دستورنا العائلي المرآة التي تعكس أفضل ما فينا.”

الدكتورة أمينة الزغامي

مستشارة أسرية وتربوية

مدربة قيادة أسرية ومدربة منظومة القيم التربوية

زر الذهاب إلى الأعلى