تجكجة : انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان الدولي للتمور الموريتانية.

 

تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبدعم من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، انطلقت اليوم الجمعة بمدينة


ويسعى المؤتمر، الذي تنظمه وزارة الزراعة الموريتانية، بالتعاون مع “جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي”، على مدى أيام 26، 27، 28 يوليو 2024، إلى إحياء ثقافة الاهتمام بالنخيل ومنتجاته، انطلاقا من أن الولاية تتوفر على مخزون واحاتي كبير ومتنوع، بهدف الرفع من جودة المنتوج وتنوعه والحفاظ عليه، كما سيساهم في نقل الخبرات والتجارب الأجنبية للمزارعين المحليين، مما سينعكس إيجابا على المنتوج المحلي من حيث الجودة والتنوع في التمور.

ولدى إشرافه على افتتاح التظاهرة، أوضح معالي وزير الزراعة، السيد أمم ولد بيباته، أن النخلة ظلت هي والإنسان الموريتاني رفيقان لقرون حسب بعض الدراسات التاريخية، مؤكدا أنها ظلت تحظى بمكانة خاصة، خصوصا بحلول موسم الكيطنة، بالإضافة إلى فعاليات أخرى متنوعة، كليالي المديح النبوي ومسابقات الرماية التقليدية والسباق الهجن، مبينا أن زراعة النخيل شكلت محورا هاما ولعبت دورا بارزا في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير سبل العيش الكريم لساكنة مناطق الواحات.

وأضاف أن مساحة الواحات في موريتانيا تقدر ب12 هكتار، تضم 2.6 مليون نخلة موزعة بين ولايات آدرار وتكانت ولعصابه والحوضين ومناطق أخرى بإنتاج سنوي يناهز 24 ألف طن من التمور.

وأبرز أهمية الزراعة بالبلد، مؤكدا أنها تحتل مكانة هامة في سلم أولويات فخامة رئيس الجمهورية، ضمن خطة وطنية متكاملة لبناء مجتمع متحضر ينعم بالسلم والأمن والوحدة والاستقرار، وانسجاما مع توجيهاته السامية لاستغلال جميع الوسائل التي تمكن من إنتاج حاجياتنا في ظل ظرفية دولية استثنائية، حيث اعتمدت حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد بلال مسعود برامج تهدف إلى الرفع من مستوى الإنتاج الزراعي كما وكيفا، سبيلا إلى تحقيق الأمن الغذائي والوصول إلى السيادة الغذائية التي أصبحت هدفا لا مرد منه.

وأشار إلى أن الحكومة ترجمت ذلك من خلال مشاريع تنموية بعموم البلاد، إذ شهد قطاع الزراعة خلال السنوات الأخيرة نهضة لم تختصر فقط على التوسع الأفقي بكافة النظم الزراعية، بل شكلت توسعا ميز هذه الفترة، حيث ارتفع إنتاج القطاع المروي عموما، وخاصة في مجال زراعة الأرز الذي شارف محصول هذه السنة على الوصول إلى الإكتفاء الذاتي من هذه المادة، إضافة إلى إنجازات معتبرة في المجال المطري تمثلت في إنجاز مئات السدود والحواجز الرملية مع إدخال المكننة على مستوى واسع، كما تمت زيادة المساحات المخصصة للخضروات لتشهد تلك الشعبة قفزة نوعية تزداد بموجبها نسبة تغطية الحاجيات المحلية من الخضروات.

وبين أن القطاع يواصل جهوده للرفع من مستوى إنتاج التمور، موضحا أنه تم إنشاء خلال السنوات الخمس الماضية 1400 هكتار من الواحات النموذجية، استفادت منها الفئات الهشة من ساكنة الواحات، مبينا أنه حفاظا على الواحات القديمة تم تأمين ري أكثر من 200 ألف نخلة من الواحات القديمة، مما مكن من زيادة الإنتاج والرفع من جودة التمور الموجهة للتصنيع عبر مصنع شركة تمور موريتانيا، الذي زادت قدرته الإنتاجية لتصل إلى ألف طن.

وأضاف أنه لتنويع الإنتاج وتحسين جودته، تم خلال هذه السنة توفير 10 ألاف فسيلة من صنفي “برحي” و”مجهول”، تحت اشراف ومواكبة المختبر الوطني لزراعة النخيل.

وقال إن القطاع اعتمد تنظيم مهرجان دولي للتمور الموريتانية، بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، مبينا أن هذه الشراكة ستشكل فرصة للتعريف بأهم التمور الموريتانية، كما سيكون المهرجان مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال تطوير المنتوج المحلي من التمور.

وبدوره، عبر رئيس جهة تكانت، السيد محمد ولد بيها، عن سعادته بتنظيم هذا المؤتمر، موضحا أن لولاية تكانت علاقة خاصة بالنخيل والتمر، وهو ما جعل تنظيم المهرجان فيها يحظى بأهمية خاصة لدى الساكنة، شاكرا دولة الإمارات على الدعم والمساندة في إنجاح المهرجان.

وقال إن المنطقة تمتاز بأرضية صالحة للاستثمار في مجال النخيل، شاكرا وزارة الزراعة على الدعم والمواكبة في إعداد المهرجان، وكذا جائزة خليفة، مبينا أن الولاية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في المجال، إذ تم إدخال العديد من الأصناف ذات الجودة العالية، مما جعل تمور الولاية تنافس في المهرجانات الدولية، لافتا إلى تبني اعتماد التقنيات الحديثة في زراعة النخيل.

ونوه بالجهود الكبيرة التي قام بها مشروع الواحات، مطالبا بتحول هذا المشروع إلى مؤسسة دائمة قادرة على تأطير وتطوير القطاع والنهوض به.

زر الذهاب إلى الأعلى